والد عمر”بائع البطاطا” شهيد التحرير لـ”اليوم السابع”: فتشت عنه بين الجثث واحتضنته وبكيت بالمشرحة.. وأطلب منه أن يسامحنى.. ومش هاسيب حقه.. ومساعدة “الجيش” لى بكشك ومعاش لن يعوضنى عنه

دموع الرجال صعبة وعصية لكنها على الأبناء سهلة وسخية، هكذا حال الحاج صلاح والد الشهيد “عمر” بائع البطاطا الذى تحدث عن ابنه وقصة استشهاده وصوته يختنق من البكاء لفقده أعز أبنائه ويده اليمنى، كما يحب أن يطلق عليه.

الحاج صلاح ذكر أنه حضر من صعيد مصر منذ 30 عاما بحثا عن لقمة العيش فأقام بمنطقة بشتيل بإمبابة بمنزل متواضع وتزوج به وأنجب فيه ذريته فرزقه الله باثنين من الأبناء و5 من البنات وعمل بائع بطاطا منذ حضوره من الصعيد فرضى بما رزقه الله.

وعن ابنه “عمر” قال إنه لم يستكمل مسيرته فى التعليم بسبب ضيق الحالة المادية فترك المدرسة من الصف الثانى الابتدائى وخرج للعمل معى ومساعدتى فى بيع البطاطا حتى تعلم أصول المهنة وفى بعض الأيام كان يخرج بالعربة بمفرده من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساء ويعود وقد رزقه الله ببعض النقود والتى لم تتجاوز يوما 40 جنيها فيعطيها لوالده.

ويضيف والد “عمر” قائلا، إن مكان البيع الذى يتواجد به دائما هو ميدان التحرير وبالقرب من السفارة الأمريكية وفى بعض الأوقات كان يتوجه إلى حديقة الحيوان بالجيزة حتى قامت ثورة 25 يناير وبدأت الأحداث فى الاشتعال فكان يتوجه إلى الميدان للبيع هناك إلا أنه كان يترك المكان فور اندلاع أى أحداث شغب أو إطلاق رصاص، حيث كان يخاف من صوت ضرب النار فيسلمنى العربة ويعود إلى المنزل بمفرده، وأضاف: “أذكر أنه كان يقول لى إنت عايزنا نموت عشان الفلوس”.

وعن اليوم الذى استشهد فيه ابنه، قال إنه كان متواجدا بميدان التحرير ففوجئ ببائع متجول يبحث عنه حتى عثر عليه وأخبره أن ابنه “عمر” أصيب بطلق نارى، فأسرع إلى المكان الذى شهد الحادث إلا أنه لم يعثر عليه واصطحبه أحد رجال الشرطة إلى قسم قصر النيل وهناك أخبره ضابط أن ابنه تم نقله إلى المستشفى بعد إصابته بطلق نارى من مجند بالقوات المسلحة وأنه الآن متواجد بالمشرحة فتوجه إلى المشرحة وبحث عن ابنه بين الجثث حتى عثر عليه ووجده مصابا برصاصة بصدره فضمه بين أحضانه وبكى عليه.

وذكر أن شهود الواقعة، أكدوا له أن المجند الذى أطلق الرصاص على ابنه طلب منه شراء البطاطا إلا أن “عمر” طلب منه الانتظار لقضاء حاجته فهدده المجند بإطلاق النار عليه ظنا منه أن السلاح الذى بحوزته لا يحتوى على طلقات وصوب السلاح تجاهه وضغط على الزناد فخرجت طلقة أصابته بصدره.

وقال، إنه لن يتهاون فى حق ابنه ولن يسامح من تسبب فى استشهاد ابنه باعثا برسالة إلى ابنه، قائلا: “متخافش يا عمر مش هسيب حقك وسامحنى على اللى عملته فيك”.

وذكر أن القوات المسلحة عرضت عليه مساعدته ماديا وتعويضه عن ابنه بحصوله على “كشك” ومعاش دائم له إلا أنه على الرغم من ذلك لن يتنازل عن القضية ولن يترك حق ابنه فليس هناك من يعوضه عنه.

المصدر اليوم السابع

شارك الموضوع