مقال.. ليته يترشح / للكاتب : محمد سلماوي
سعدت سعدت بالأنباء التى تواردت من داخل حزب مصر القوية حول اعتزام الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح خوض انتخابات الرئاسة التى سيُفتح باب الترشح لها فى منتصف الشهر الحالى.
وقد جمعتنى علاقات ودية على مدى السنين مع الدكتور أبوالفتوح، رغم اختلافى المبدئى مع الأيديولوجيا الدينية/ السياسية التى يتبناها، لكن دعوتى له للترشح لا علاقة لها بأى اعتبارات شخصية، فهى تتصل بالمشهد السياسى الحالى، فنحن فى مرحلة انتقالية تتطلب من كل تيار سياسى أن يقوم بإعادة تشكيل نفسه وفق المتغيرات التى شهدتها البلاد بعد يوم 30 يونيو الفائت.
وإذا نظرنا للتيار الذى يمثله عبدالمنعم أبوالفتوح، وهو ما اصطلح على تسميته بالإسلام السياسى، نجد أنه أكثر التيارات السياسية ميوعة وفوضوية، فبعض أتباعه فى الشارع لا يمارسون السياسة، وإنما يتخذون من العنف والإرهاب وسيلة للتعبير عن موقفهم السياسى، والبعض الآخر قابع فى منزله لا يعرف كيف يتأقلم مع أوضاع ما بعد 30 يونيو، والبعض الثالث أصابه سعار هستيرى يعبر عنه من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، سواء فى شكل صحف إلكترونية أو مواقع شخصية.
صحيح أن هناك فصيلاً اختار منذ البداية أن يلعب اللعبة السياسية ملتزماً بقواعدها المعروفة، وهو التيار السلفى المنضوى تحت لواء حزب النور، والذى لا نستطيع إلا أن نهنئه على ذلك، لكن ـ حسب ما أظهره الاستفتاء الأخير على الدستور ـ فإن قواعد الحزب ليست كلها متطابقة تماماً مع قياداته فى موقفها، ولا التيار السلفى كله منضوٍ تحت لواء الحزب.
إن هناك أمام أبوالفتوح فرصة تاريخية لقيادة تيار الإسلام السياسى بوعى سياسى مازال التيار يفتقده، وإعطاء هذا التيار وجهاً جديداً غير ذلك الوجه القبيح الذى كان يمثله تنظيم الإخوان الذى سقط، وهو ما لن يصل بأبوالفتوح إلى مقعد الرئاسة، لكنه سيحقق له وللبلاد نتيجة أهم، وهى انتظام تيار رئيسى من التيارات السياسية داخل إطار الممارسة الديمقراطية السليمة، التى هى الخيار الوحيد لخروج البلاد من أزمتها الحالية.
اكتب تعليقك