«كارنيجي»: عزل مرسي أنعش السياسة الخارجية لـ«القوى الأكثر تحفظا»

image

ذكر «مركز كارنيجي للشرق الأوسط» بواشنطن، في مقال تحليلي، لكل من ناثان براون، وميشيل دن، ورافاييل لوفيفر، وفريدريك ويري، وكاثرين ويلكنز، ومروان المعشر، وسكوت وليامسون، أن «عزل محمد مرسي، الرئيس المعزول في يوليو الماضي، وما أعقب ذلك من الحملة الأمنية الحكومية على جماعة الإخوان المسلمين، كان لها تأثيرا كبيرا على الوضع السياسي والأمني في مصر».

وأوضح التحليل أنه «كان لهذه الأحداث تأثيرات مهمة خارج حدود مصر، في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخليج وتركيا».

وأضاف أن «تأثير الأحداث المصرية لم يقتصر فقط على الشأن الداخلي، بل أيضا على السياسات الخارجية في جميع أنحاء المنطقة، فبعد عزل مرسي، جرى إعادة ترتيب تحالفات مصر الإقليمية بشكل مختلف تماما».

وتابع أنه «تدهورت العلاقات المصرية بشكل كبير مع الدول التي كانت على علاقة ودية بحكومة محمد مرسي، وتطورت مع تلك التي كانت تعارض جماعة الإخوان المسلمين».

واعتبر أن «ما حدث في مصر بعزل محمد مرسي، أنعش السياسات الخارجية الإقليمية للقوى الأكثر تحفظا مثل السعودية، في حين تدهورت العلاقات مع الدول الرافضة للعزل، مثل تركيا».

ويرى التحليل أن «الأحداث المصرية أدت إلى تفاقم حدة الاستقطاب والتوترات بين الإسلاميين وباقي المجتمع بشكل عام، ما دفع المنطقة في اتجاه سياسات اللعبة الصفرية، والتي تقضي بأن الغالب يفوز بكل شيء، وأن الخاسر يخسر كل شيء».

وقال إن «جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تتعامل، مع المعارضة، قبل عام واحد على أن وصولها للحكم كانت حتمية تاريخية، تقف الآن في موقف دفاعي، وأيضا في الوقت نفسه، تبدو المعارضة الأن أقل استعدادا للتسويات والمصالحة».

وأشار إلى أن «هذه الديناميكية أجبرت بعض الإسلاميين أن يصبحوا أكثر عنادا في انعزالهم، بل وعمقت الانشقاق الإسلامي بطرق مثيرة للدهشة».

واعتبر أنه «هذه المستجدات سببت انخفاض توقعات الإسلاميين الآخرين، ففي بعض الدول، وخاصة في تونس، نظر الإسلاميون المنتخبون هناك إلى مصير جماعة الإخوان في مصر، لذا فخوفا من خسارة ما لديهم، قرروا تقديم تنازلات لتجنب المواجهات مع الأطراف السياسية الأخرى في المجتمع».

شارك الموضوع