خبراء: الإعلام المصرى أصبح خطرًا على استقرار البلاد
عميد إعلام القاهرة: الإعلام المصرى يعانى خللًا كبيرًا وأغلب العاملين به غير مؤهلين علميًا
أحد الشباب: بعد اللى بنشوفه فى التليفزيون لازم ننزل نولع فى البلد لأنهم كرهونا فى كل حاجة فيها
طالب: كل يوم جمعة أشاهد ما تنقله الفضائيات وكأنى أشاهد فيلم رعب
د. جمال محمد: إعلامنا فاشل بمعنى الكلمة لأنه يدفع الشباب إلى التظاهر والحرق
د. أحمد هلال: الفضائيات تستضيف بلطجية يرمون المولوتوف على أنهم ثوار أبطال أحرار
مع التقدم التكنولوجى تعددت وسائل الإعلام وتطورت، من الإعلام الورقى، ثم المسموع، ثم المرئى، ثم الإنترنت، وأصبح يمثل قوة ضاربة فى عالم اليوم، يحشد الحشود، ويقود الثورات والانقلابات، وأصبح من يملك إعلامًا قويًا يستطيع أن يملك الدنيا.
وقد لعب الإعلام المصرى ـ خصوصًا الفضائيات ـ دورًا فعالًا وقويًا فى ثورة يناير 2011، ومازال هذا الإعلام يلعب الدور الأكبر فى فعاليات ما بعد الثورة، فهو الذى يقود الشارع ويحشد الملايين ويوجههم.
وحول تأثير الإعلام على المواطن العادى استطلعت “المصريون” آراء عدد من المواطنين، وفى البداية يقول محمد عبد العزيز – مدرس ثانوى -: أنا أقرأ يوميًا جريدتين، وأشاهد برنامج توك شو واحد فقط لثقتى فى أن لكل مذيع رغبه وهدف معين، ولغرض شخصى يحاول أن يوصل المعلومة التى يريدها للناس، ولكن الجريدتين والبرنامج الذى أتابعه ليس لهم أهداف ولا أغراض شخصية لتوصيل المعلومة، وإذا تركنا أنفسنا لمتابعة كل البرامج والجرائد فسوف نكره مصريتنا، وهو المطلوب من بعضهم.
سيد عبد الله – تاجر ملابس – يقول: أنا كنت بتابع برنامج من زمان وكنت بحب المذيع اللى بيقدمه جدًا وبقتنع بكل كلمة هو بيقولها إنما فوجئت إن المذيع ده ساب التليفزيون المصرى وراح اشتغل فى إحدى القنوات الفضائية وغير مبادئه خالص وعرفت بعد كده إن الحكاية واخدها سبوبة فقررت إنى لا أشوف برامج ولا أسمع كلام حد غير اللى أنا بشوفه بعينى يعنى يقولوا الحاجة غليت فلا أصدق إلا لما أشوف بنفسى.
مصطفى مجدى السعيد – طالب بكلية حقوق – يقول: أنا بشاهد كل البرامج وبقرأ كل الجرايد علشان بابا لازم يشترى الجرايد اللى فى السوق كلها، بس بحس فى الآخر إنى مش فاهم حاجة وبكره البلد أوى وبعدين جرايد تحسسك إنك عايش فى الجنة وجرايد تحسسك إنك عايش فى النار، والبرامج نفس الموضوع مذيع يشتم ومذيع يشكر، وإحنا اللى بندفع التمن فى الآخر، وبصراحة أنا من وجهة نظرى إن وزير الإعلام يصدر قرار بمنع بث القنوات التى تحرض على المظاهرات وتكره الناس فى البلد، وبعدين ييجوا يقولوا دا الشباب بتخرب وبتحرق فى المنشآت وإنت عاوز إيه بعد اللى بيسمعوه وبيشوفوه سواء فى التليفزيون أو الجرايد طب ما أكيد هيكره البلد وينزل يولعها.
بسنت محمود – محاسبة فى إحدى الشركات الأجنبية – تقول: وسائل الإعلام كثيرة جدًا ومش جرايد ولا قنوات وبرامج لأ دا كمان الموضوع بقى فيس بوك وتويتر ويوتيوب وأخبار بتوصل على الموبايل عن طريق اشتراك فى الرسائل، وده طبعًا غلط ومش مقبول بالمرة وأنا من خلال منبركم هذا أناشد المسئولين بأن يضعوا حدًا على كل من تسول له نفسه ويقوم بالتأثير على الشباب ودفعهم للتخريب عن طريق الإنترنت والجرائد والتليفزيون كما أطالب كل من لديه ضمير من مقدمى البرامج بأن يتقى الله وينتقى الألفاظ التى يقولها فى الملأ، لأنه يدخل كل البيوت ويشاهده الصغير قبل الكبير.
ويقول عم محمود محمد عفيفى – حارس عقار -: أنا بجيب الجرايد لسكان العمارة وبعرف الأخبار من خلال معاملتهم معايا يعنى أشترى الجرايد وأبتدى أوزعها على السكان الصبح بدرى، وكل ساكن وهو نازل رايح شغله لو ضحك وصبح عليا أعرف إنه قرأ أخبار حلوة وعجبته، ولو لقيته زعلان وحزين وبيزعق أسأله هو فى حاجه فى البلد يرد عليا ويقولى البلد خربت ومبقاش فيه بلد، بقى فيه غابة، وكل يوم خميس أفتح التليفزيون بالليل وأشوف لو قالوا فى مظاهرات بقفل باب العمارة بالقفل والجنازير وأدينا عايشين.
مجدى محروس – مرشد سياحى – يقول: فى الحقيقة أنا مش بعمل أى نشاط فى حياتى غير مشاهدة برامج التوك شو اللى بتبين وبتظهر الحقيقة ومش بتفرج غير على البرامج المعارضة لنظام الحكم لأنها بتقول كل حاجة بصراحة وبتنقلنا الأخبار أول بأول بالصوت والصورة وتقريبًا بيأكدوا بكده مصداقيتهم فى نقل الخبر.
عمرو محمد – طالب -فى إحدى الجامعات الخاصة -: أحلى حاجة بحبها فى البرامج إنها بتدينا حماس علشان ننزل المظاهرات ونتجمع أنا وأصحابى، إنما الحاجة الوحشة اللى فيهم إنهم بيقولوا ده فى التليفزيون وطبعًا ماما بتتخانق معايا علشان ما انزلش وأروح المظاهرات بس المتعة بقى إنى بفضل أتفرج على البرامج دى وأنا ماسك طبق فيشار وكإنى بتفرج على فيلم رعب أصلهم بيحسسونى إنى عايش فى شيكاغو مش فى مصر.
وفى تحليل هذه الظاهرة يقول الدكتور جمال محمد – أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية -: المستفيد من الأحداث التى تدور فى البلد هما البلطجية والإعلام المصرى للأسف الشديد، لأنه إعلام فاشل بمعنى الكلمة، حيث إنه يضع كل تركيزه على السلبيات الموجودة فى البل،د ولم يذكر أى إيجابيات نهائيًا نحن نريد بناء البلد والإعلام المصرى يريد هدمها، فنجد أن كل تركيز القنوات الفضائية على إشعال النيران فى البلد ودفع الشباب إلى الحرق والتظاهرات والمشاجرات فهم يقومون بتسخين الشباب والشىء الذى يشت العقل هو أنهم يقومون باستضافة شخص جاء على التليفزيون، وهو يقوم بإشعال النيران ورمى المولوتوف، ويستضيفونه ويقولون عليه شابًا ثوريًا، وهو فى الحقيقة شاب بلطجى يشعل ويقتل ويحرق فى البلد فهذا خطأ لا يدفع فاتورته سوى المواطن البسيط الذى يستمد خبرته وثقافته من الإعلام الذى يعى أنه إعلام مصرى فالثورى والشخص الذى يحب هذه البلد يقوم على عمل تغيير فى الدولة للصالح العام لا لحرق المنشآت العامة، وسيارات الشرطة، فهذه الأشياء ليست ملكًا للإخوان ولكنها ملكًا للدولة فكيف تحب دولة وتحرق منشآتها وللأسف الشديد المصريون أصيبوا بحالة من الاكتئاب، مما يصدر من وسائل الإعلام فأنا ذهبت فى الفترة السابقة إلى 8 دول مثل ماليزيا وتايلند وتركيا والسعودية وإيطاليا ولبنان بحكم عملى لحضور مؤتمرات هناك وللأسف الشديد أن كل هذه الدول أجمعت على شىء واحد، وهو أن مصر عباره عن عزبة تحترق بأيدى أهلها وعندما حاولت تبرير الموقف فوجئت بهم جميعًا يقولون لى مصدرنا فى هذه المعلومات هو التليفزيون والإعلام المصرى لديكم وإذا كان هذا الإعلام إعلام مصرى ينتمى لمصريته ويعتز بها ويخاف على هذه البلد يقوم على عمل شغل على العمليات النفسية يعنى كيف تقوم على حل والعمل على الإيجابيات فى المجتمع وزيادتها بدعم الناس بالطاقه والتفاؤل فمن غير المعقول أن يقنعونا بأن مصر عبارة عن مجموعة من السلبيات فقط، لأن الشعب المصرى فى الوقت الحالى أصيب بحالة من الاكتئاب، بسبب ما نراه ونشاهده ونسمعه من أخبار سواء قتل شباب صغير فى مقتبل عمره أو ما يحاول مقدمو البرامج توصيله للشعب المصرى بأن مصر أصبحت عزبة محترقة، ولا يوجد بها خير وهذا شىء خطير.
ويقول الدكتور أحمد هلال – الطبيب النفسى المعروف -: إن التأثير الإعلامى على الشعب يؤدى إلى الإحباط والظلم وعدم العدالة، وقد يصل لبعض الناس بأنه أصبح مفيش فايدة، والظلم كما كان يقال، وللأسف هذه هى الحقيقة فقد أصبح الإعلام المصرى مصدرًا للاكتئاب لكل طبقات المجتمع، فالفقير يصاب بحالة من الإحباط، والغنى يصاب بحالة من النفور من البلد، ويقوم بالهجرة، فأنا شخصيًا أصبحت لا أشاهد التليفزيون نهائيًا، فقد يكون الإعلام المصرى على بعض الناس شيئًا إيجابيًاـ وعلى البعض الآخر سلبيًا، فالشباب عندما يشاهدون السلبيات التى يعرضها الإعلام سوف يتمسك بموقفه المعارض والكبار فى السن يصابون بحالة من اليأس، فتأثير الإعلام يصيب جموع الشعب وبالأخص الطبقات البسيطة بحالة من اليأس والنفور من البلد.
وكان رأى الدكتور حسن عماد مكاوى – عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة – أن الأعلام له أربع وظائف أساسية، وهى: الوظيفة الأولى مراقبة البيئة وإحاطة الجماهير بما يحدث فى المجتمع أى رصد الأحداث بشكل عام، والثانية توجيه المواطنين نحو ما يجب أن يفكروا فيه وما يفعلوه بمعنى تحديد الأولويات للمواطنيين أو تفسير الأخبار على النحو الذى يحقق المصالح العليا للدولة، أما الوظيفة الثالثة فهى نشر الثقافة والفنون والآداب على حسب مستوى الذوق العام لدى المواطنين، وأخيرًا الوظيفة الرابعة فهى الترفيه من خلال عرض الأغانى والموسيقى والدراما والمسرحيات وكل هذه الأشياء الترفيهية التى تؤدى إلى التخلص من كل حالات الاكتئاب والملل التى تصيب الناس حتى يستعيد المواطن نشاطه وحيويته، وإذا استطاع الإعلام أن يقوم بهذه الوظائف على التساوى، فبهذا يكون إعلامًا جيدًا أما إذا تحيز لوظيفة عن الأخرى، فهو إعلام سيئ، ولديه خلل فهذه الوظائف لابد أن يكون لها قدر من التوازن، وإذا تم تقدير جانب من الجوانب على الجوانب الأخرى فهنا يوجد خلل فى الإعلام، وأنا من وجهة نظرى أرى أن الإعلام للأسف الشديد به خلل كبير ونسبة كبيرة للذين يعملون فى الإعلام ليس لديهم القدرة ولا غير مؤهلين للقيام بهذه الوظائف.
المصدر عاجل نت
اكتب تعليقك