المصريون حائرون بين احتفالات النصر ومناوشات الإخوان
الجيش والشرطة يحكمان السيطرة على ميدان التحرير استعداداً للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر

image

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة قانوناً، الحرب على الجيش المصري. فقد دعت الجماعة وما يسمى بـ”تحالف دعم الشرعية” المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، من أسموهم “الأحرار” للزحف إلى ميدان التحرير غداً الأحد الموافق 6 أكتوبر، تزامناً مع احتفالات المصريين بمرور40 عاماً على انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، التي حققها الجيش المصري في الحرب على إسرائيل، استردادا للعزة والكرامة، وتحريراً لسيناء.
والمصريون حائرون.. فهناك احتمال بحدوث صدام، بين غالبية الشعب وهو مؤيد للجيش ويريد الاحتفال بذكرى النصر في الميادين، وبين الإخوان ومؤيدي الرئيس المعزول الذين أعلنوها في بياناتهم حرباً بلا هوادة لإسقاط الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسي واستراد الثورة، وإعادة مرسي للحكم – على حد زعمهم – في ظل دعوات تحريضية بالانطلاق من المساجد الكبرى بالقاهرة والجيزة، والزحف إلى ميدان التحرير.
وكانت الجماعة قد أجرت “بروفة” لاقتحام الميدان مساء الخميس الماضي والسيطرة عليه، إلا أن المحاولة فشلت، وتمكن الأمن من طردهم خارج الميدان وإلقاء القبض على ثمانية منهم.
سيطرة الجيش على التحرير
إلى ذلك أحكمت قوات الجيش والشرطة السيطرة على ميدان التحرير، وفرضت حظراً للتجوال بالميدان منذ صباح الجمعة، وقام اللواء توحيد توفيق، قائد المنطقة المركزية العسكرية، مساء الجمعة بتفقد الاستعدادات الأمنية، ومتابعة خطة تأمين الاحتفالات الخاصة بانتصارات أكتوبر، والمقرر إقامتها بميدان التحرير، بحسب مصدر عسكري مطلع.
إلى ذلك، دعا اللواء عادل شاهين وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، الشعب المصري إلى الخروج غداً الأحد للاحتفال بقواته المسلحة. ووصف في اتصال هاتفي مع التلفزيون المصري، مساء الجمعة، جماعة الإخوان المحظورة بأنها جماعة “غير وطنية”.
كما شدد على أهمية تفعيل قانون الطوارئ على المتظاهرين الإخوان الذين يعطلون مصالح الشعب. واعتبر أن إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي للسلطة “وهم”، مشيراً إلى أن كل الدعوات التي خرجت من قيادات الإخوان للتظاهر يوم الأحد القادم في ذكرى نصر أكتوبر ما هي إلى دعوات من أشخاص “واهمون” ولن تغير مسار خارطة الطريق، مدللاً على ذلك بكثرة الوعود التي قطعها قيادات الإخوان بعودة مرسي للحكم إلا أنها لم تثمر عن شيء.
يوم كرنفالي.. وحركات خائبة
من جانبه، أعرب حازم منير، الناشط السياسي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقاً، لـ”العربية.نت” عن أمله بنزول جميع المصريين غداً للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم. وأضاف أن التصدي لأي جماعة أو فئة ضلت طريقها، يكون من صميم عمل أجهزة الشرطة والقوات المسلحة، مؤكداً ثقته بأنهم سيقومون بدورهم على أكمل وجه، وسوف يكون 6 أكتوبر، يوماً كرنفالياً جميلاً في حب مصر.
وعن التخوفات المثارة بشأن مناوشات محتملة من جماعة الإخوان المسلمين، التي توعدت بأن 6 أكتوبر، سيكون يوم تطهير للجيش المصري، قال إنه منذ 30 يونيو 2012، تتعالى أصوات الجماعة وأنصارها بأن الدماء ستصبح بحورا في حالة إعلان فوز شخص في الانتخابات الرئاسية بخلاف مرسي، وبعدها وعلى مدى عام لم نسمع سوى التهديد والوعيد منهم وعندما ننزل الميادين، لا نجد أي أمارات لهذا الكم من التهديد والوعيد سوى حركات عنف، لا توصف إلا بأنها حركات “خايبة”.
وأشار منير إلى أن الهدف الوحيد الذي يسعى إليه الإخوان من نزولهم يوم السادس من أكتوبر هو “التنكيد” على المصريين، على حد قوله، لكن المصريين بقلوبهم المحبة لن يسمحوا لهم بذلك.
ووجه منير تحذيراً لكاثرين آشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بقوله إن الجميع يعلم أن قدومها لمصر هو بمثابة الضوء الأخضر لتحرك الإخوان على الأرض، وزيارتها كانت بمثابة دفعة لهم للخروج يوم 6 أكتوبر، لإفساد فرحة المصريين بانتصارهم الرائع.
تحويل النصر إلى نكسة
من جانبه، قال محمد منيب، القيادي بحزب “الكرامة” ورئيس المركز الإفريقي للديمقراطية ودراسات حقوق الإنسان، لـ”العربية.نت” إن النزول في ذكرى النصر هو واجب على كل مصري شريف للتصدي ولحصار من يهددون أمن مصر.
وأوضح منيب أن جماعة الإخوان تريد من نزولها في هذا اليوم، تحويل “يوم النصر إلى يوم النكسة”، فهم دائماً يرغبون في تشويه أي إنجاز مصري.
ونبه منيب إلى أن الجماعة ابتعدت كثيراً عن المصريين، لذلك لم تعد تعرف طبيعة مشاعر المصريين وطريقة تفكيرهم الجماعية، التي أصبحت مشبعة بالكراهية تجاه هؤلاء المجرمين.
وتمنى منيب ألا تحدث مناوشات أو اشتباكات بين أفراد الجماعة والمصريين، الذين سيحتفلون بجيشهم وانتصارهم في الشوارع، منتقداً متاجرة الإخوان بالدماء، من أجل تصدير صورة قمعية عن مصر إلى العالم، لكنهم فشلوا في هذا الصدد، طوال الشهور السابقة، لذلك يكررون المحاولة وسيفشلون.
وأنهى منيب تصريحاته بقوله: “لقد تحول الإخوان إلى مجموعة من المجانين يقودون مجموعة من العميان”.

شارك الموضوع