باسم يوسف: مصر تشهد صراعًا بين ناس تحب الدين وآخرين يستخدمونه

قال الإعلامي باسم يوسف، مقدم برنامج «البرنامج» إن الديمقراطية وحرية التعبير ليست «منّة» من النظام الحاكم «الذي لم يكن ليتصدر الحكم لولا فضل شباب الثورة عليه»، رافضا وضع «خطوط حمراء» لحرية الإعلام في بلد ثار على نظام حاكم لثلاثين عاما، كما تصدى لمجلس عسكري، بحسب قوله.

وقال، في جلسة نقاشية بعنوان «الإعلام الساخر: هل تتسع له صدور العرب؟» أدارها الإعلامي طوني خليفة، ضمن فعاليات الدورة 12 لـ«منتدى الإعلام العربي» المقام في دبي، الأربعاء، إن «ما يقال عن سقف وخطوط حمراء للانتقاد والحرية، هو كلام عن مدرسة وليس مجتمعا، فما معنى أن أنتقد بأدب؟»، مضيفا: «لننظر لكتابات (العقاد) وغيره من كتّاب العشرينيات، فما نفعله لا يقارن بقسوة كتاباتهم، ومن أيام الرسول والخلفاء الراشدين كان الناس قاسين في الانتقاد، والسخرية ليست عيبا».

وأكد أن «من يضع السقف هو الجمهور والشعب»، مضيفا: «أنا من بلد أزال نظام حكم لمدة 30 سنة، وقام بثورة ضده ومن بعده المجلس العسكري، فلا يأتي أحد اليوم ويقول لي احترم نفسك».

وأقر «يوسف» بأن أكثر من يتم انتقاده في برنامجه هو الرئيس محمد مرسي، بقوله: «عندنا واحد متقلين عليه حبتين، وهو أول رئيس منتخب»، نافيا أن يكون بهذا الانتقاد للرئيس «متمرد على إرادة الشعب الذي انتخبه، لأنه انتُخب ليعمل كموظف بالدولة»، موضحا أن «الانتخاب الديمقراطي ليس شيكا على بياض، بدليل انتقاد (أوباما) والسخرية منه من قِبل من انتخبوه».
واستنكر «يوسف» الهجوم على الساخرين من الرئيس الحالي والقول بأنهم «لم يجرؤوا على فعل ذلك في عهد سلفه»، قائلا: «لا أحد يمن علينا بحريتنا أو انتقادنا، ولا يقول أحد لنا من النظام الحالي إننا لم نكن نستطيع انتقاد (مبارك)، فلا يصح أن يعايرنا الإخوان المسلمون بهذا، لأنهم أيضا لم يكونوا ليصلوا للحكم أيام مبارك، فنحن فضلنا عليهم بأن أصبح منهم رئيس، وهذه بداية جديدة، ولا يجب مقارنة ما قبل الثورة بما بعدها».

كما أعرب عن فخره بأنه من بلد لن يأتي أحد ليسأله فيه عن خطوطه الحمراء، بحسب قوله، مشيرا إلى أن «السخرية دائما ما تكون من السلطة والتيار اليميني»، مضيفا: «فما بالنا لو أن من في السلطة تيار يميني؟».

واعتبر «يوسف» أن «الصراع في مصر يتم تصويره على أنه بين تيار ديني وآخر علماني أو غير متدين، في حين أنه صراع بين ناس تحب الدين وناس تستخدم الدين»، موضحا في معرض رده عن «نهي الإسلام عن السخرية» أن «آيات القرآن نهت عن السخرية من الناس، فيما ليس لهم به حيلة، ولكنها لا تنهى عن السخرية من جماعة حاكمة

ونفى «يوسف» أن يكون هدفه من تناول القضايا الوطنية هو «تحقيق مكاسب مادية»، قائلا: «الأمر ليس ماديا، وكان من الممكن أن أحقق مكاسب مادية بتقديم برامج ليست بقدر التكلفة أو الصعوبة التي نعانيها، ثم لو تحدثنا عن أن كل شيء تدخل فيه التجارة سيئ فمن باب أولى تغلق القنوات الدينية، لأن ذلك أسوأ أنواع التجارة».

من جانبه، أشار الكاتب الصحفي علي الراشد، رئيس تحرير إحدى الصحف الإماراتية، وأحد حضور الجلسة، إلى وجود حرية للتعبير والرأي في بلاده، نافيا أن تصل لدرجة تقديم برنامج مثل «البرنامج»، فيما اختتم الإعلامي طوني خليفة بالإشارة إلى تفوق إعلاميي مصر فيما يتعلق بجرأة وحرية التعبير، مما قفز بمصر إلى المركز الأول متفوقة على بلده لبنان التي كانت تعد الأولى في هذا الشأن حتى 3 أعوام مضت، بحسب قوله.

المصدر المصرى اليوم

شارك الموضوع