مقالة / نجوى طنطاوى …. الإنسان الزرافة

image

جلست على الأرض تتوسل إليه تكاد تبوس حذاءه، لينهى إجراءات دخول ابنها المستشفى وإجراء الإسعافات اللازمة نزيف دم يتدفق ابنى بيموت،

الحقونا الرحمة يا ولاد، مشهد من داخل مستشفى خاص انتهى بوفاة عبد الله الأحمدى -20سنة- تعرض لاعتداء من بلطجية طعنوه فى قلبه مات محمد، ضحية لغياب الأمن فى الشارع ولغياب الرحمة فى المستشفيات.

عندما تعرض “محمد” للحادث توجه أصدقاؤه لأقرب مستشفى لإنقاذه
اشترط المستشفى دفع 20 ألف جنيه قبل دخوله اتصل الأصدقاء بالأم التى حضرت مسرعة لترى قلب محمد ينزف ويرفض الطبيب توسلاتها، بل ويرفض أيضا تبرع زملائه بالدم إلا بعد الدفع.

فاضت روح محمد وصعدت إلى بارئها، الطبيب ينفذ تعليمات المستشفى الدفع أولا والفلوس قبل الرحمة.

ما حدث مع حالة محمد يتكرر كثيرا فى المستشفيات الخاصة، التى لا تلتزم بالقرارات الوزارية، ولا بالقانون، ولا الدستور.

ينص الدستور فى أحد مواده على محاسبة المستشفى التى تمتنع عن استقبال ضحايا الحوادث وإسعافهم وتقديم الخدمة الطبية لهم، وهذا ليس فى دستور 2014 فقط وإنما أيضا التشريعات والقرارات الوزارية تلزم أصحاب المستشفيات الخاصة باستقبال حالات الحوادث والطوارئ.

مصر على الورق دولة مثالية ولكن الواقع مختلف يموت الإنسان قبل أن يتاح له مكان للعلاج يموت بعد أن يدوخ أهله، بحثا عن غرفة رعاية مركزة بينما توجد مئات الغرف المغلقة لمن يملك الدفع.

كلمة قالها الأديب إبراهيم أصلان “موت الفقير اغتيال”
مات محمد، وقلب أمه ينتظر معجزة كمعجزة السيد المسيح “تحيى الموتى”
حادثة وفاة محمد على باب المستشفى لا أدرى لماذا ربطتها بخبر نشرته الصحف عن إقالة مدير حديقة حيوان الجيزة لوفاة زرافة واتهامه بالإهمال.

تخيلوا لو أن أننا أصبحنا مواطنين بدرجة زرافة، هل سيبقى مدير مستشفى فى مكانه؟

شارك الموضوع